سوار

"في فترات حبوها كانت تجعلني أجزم أن فيها من جينات القطط، وأقول لأختي "يبدو أنك كنت تشاهدين فيديوهات للقطط عند حملك بها، أو أن هناك قط عضها في أيامها الأولى في هذه الحياة ونحن لا ندري". 

سوار التي كانت حياتها أعجوبة، فقد تعرضت لأكثر من مرة لحوادث سلمها الله منها بلطفه، اندفاعية وعاطفية ذات ضحكة فاتنة بالشكل والصوت، وشخصية جذابة وقوية، حادة الذكاء ولكن تقودها مشاعرها. 

هي ابنة أختي، ولكنني استهلكت طاقة أمومتي معها وأختها، فهما أول الأحفاد وأنا الخالة الصغيرة التي ليس لديها ما تفعله سوى دراستها التي تتفلت منها باستمرار. 

كانت شخصية حيية مع صغر سنها ولكنها لا ترضى بلبس القصير، ولا تحب سماع الأغاني، أول من تحفظ ما عليها من واجب الحفظ من القرآن الكريم، أقصر من في صفها وأقصر من أختها الأصغر منها، وهذا لا يعقدها طبعًا فهي تقولها بنشوة عالية "طلعت أأصر وحدة بالصف". 

كبرت سوار، وقررت ارتداء الحجاب، ربما لترتاح من حفلة تسريح شعرها المجعد كل صباح قبل المدرسة، وربما لتكبّر سنها، ولكنها حتمًا هداية الله ورعايته أن يسّر لها ارتداء الحجاب قبل أوانه، فهي ما زالت في الصف السادس، وما زالت الأقصر في الصف وان اختلفت المدرسة. 

حفظها الله ورعاها وأخواتها طيلة حياتهم ويسّر اللهم لهن الصحبة الصالحة وأرزقهن العفاف والستر يا رب العالمين. "

Comments

Popular posts from this blog

الحب

نحن والحرب الأوروربية

شجر البلوط