ريّان
لقد منّ الله على ريان أن أخذه لجواره حيث لا نَصَب ولا وصب، إلى العدل المطلق، والرحمة الواسعة من ضيق البئر وحلكته لنور الله وسعته
نجى ريان من البئر، ودُفنّا نحن في بئر الضيق، تبتعلنا دوامات محاسبة النفس، وسؤالها عمّا مات فينا، وما أحياه ريان، وعن الانسانية التي ندّعيها وكيف تشكّلت ومن ساهم في صنع هذا القالب وكيف طبّعناه ووافقنا عليه؟
أليست الانسانية هي الهم الذي يجمع البشرية الجمعاء، على أنهم ذوو قيمة واحدة؟ تتوحد النفس البشرية أمامها على اختلاف الأعراق والأديان والأشكال والألوان؟ إذًا ماذا عن أطفال الحروب؟ أطفال اليمن الذين يقضون سنينًا طوال وهم في مرمى القنص والقتل والتجويع والمرض؟
وماذا عن أطفال سوريا؟ الذين جرّبوا كل أنواع الموت، خوفًا وغرقًا وحرقًا وخنقًا، جوعًا وبردًا؟ لماذا لم يتداعى لهم جسد المسلمين بالسهر والحمّى كما كنا مع ريان؟
أطفال فلسطين، وأطفال المسلمين في السويد زالهند والصين؟ نُخلق مع إثم لا يمحوه عنا الغرب ولو اتبعنا ملَّتهم، إثم أننا عرب مسلمين، نُصلب على أثره ونقتل بأبشع الطرق دون النظر لسننا ولا مقامنا ولا حالنا، وبتنا اليوم نقتل بعضنا بعضًا.
جمّعنا ريان، ولا يجب أن يفرقنا موته، هذه فرصة لنا لإحياء قلوبنا بالتعاضد وتذكّر أخُوَتنا التي وصفها الله لنا، ونعيد ترميم ما تشوّه فينا من معانٍ سامية، انحطت من انحطاط الظروف فكما قال ابن خلدون "الشعوب المقهورة، تسوء أخلاقها" وقهرنا تجاوز حدود التحمّل.. أعاد الله لنا عزتنا في ديننا
Comments
Post a Comment