شجر البلوط

 لم يكن لهذه القطعة الجغرافية البسيطة، نصيب وافر من مناظر الطبيعة الخلابة، بعد تفكيك العدو لأراضينا وتحويلها لدويلات وزرع بذور الفتنة بيننا، وسرقته لأجمل ما في هذه الأراضي، ولو أنها -هذه البقعة الجغرافية البسيطة- منسوبة لبلاد الشام ولكن ليس فيها ما هو شامِيّ فلا إرث ولا حضارة ولا حتى جمال أخضر طبيعي فقد جففوا النهر وباعوا الأرض وتركوا لنا الحسرة. 


إلا أننا شعب يحب الجمال ويتلمسه وكان فضل الله علينا عظيما حين منّ علينا بغابات البلوط، التي تمتد على مساحات واسعة تجعل من شمال البلاد لوحة بديعة ربيعًا وخريفًا وشتاءً.


شجرة البلوط ذات الشكل الدائري المهندَس، متشابكة الأغصان لكثرتها وخضرتها الدائمة، وسرعة نموها، تعطيك مساحة من جمال تغذي به روحك، وتنقذك من سهام المدينة التي تكاد تصيبك بمقتل. 


شفق أحمر وقمة مرتفعة في سلسلة هضاب خضراء، ونسمة عليلة لطيفة الهبوب تنعش ما تيبس فيك وترقق قلبك الذي قسته ظروف الحياة فكأنها تعيد ضبط مصنعك ويرجع قلبك بعدها نقي من غير سوء آية أخرى، فالحمدلله الذي خلق الجمال مؤنسًا والطبيعة ضابطة للفطرة مقومة لها.

Comments

Popular posts from this blog

الحب

نحن والحرب الأوروربية