الغروب
"يتشكّل كل يوم بلوحة، يلقي بماء قلبه في يوم حنين قاسٍ على صفحة السماء، فترى شفقًا أحمرًا متمازجًا مع زرقة السماء، كأنها رشقة ألوان سقطت في كوب ماء.. ويتلوّن أحيانًا بلون برتقاليّ، خفف من حدة اصفرار الشمس بعد يوم طويل متعب، فيهدئ من روعك ويبعث الطمأنينة فيك أن كل شيء مهما شدّت حدّته سيخف، تمامًا كلهيب الشمس. وتارةً يتمثّل على شكل زهرة في أوج تفتحها بتلاتها تمتد على وسع السماء، وساقها يصل لنقطة المغيب، تمنحك سرورًا وتملأ قلبك بالبهجة مهما عبست الأرض في وجهك. لوحة بديعة يرسمها الخالق ويعكس فيها جمال خلقه، ليس لها وطن ولا مكان تكون فيه أجمل من آخر، فلا تستطيع بحضرتها إلا التسبيح والتعظيم والتوحيد للخالق المصوّر، فسبحانه عما يصفون والحمدلله رب العالمين."