Posts

Showing posts from February, 2022

نحن والحرب الأوروربية

 عجيبٌ الاندهاش العربي من تفاعل العالم مع حرب أوروبية، وكأن حجاب العنصرية ينكشف لأول مرة عن أوروبا والغرب عامة، مقارنات على كافّة الأصعدة، مثيرون للشقفة نظن أن الغرب يعدنا بشرًا يستحقون حياة كريمة، ونستجدي منهم تعاطفًا وعدلًا وهم بعيدون كل البعد عن العاطفة والعدل،.  وبعد كل الصور والشهادات الحية على انعدام انسانية الغرب تمامًا وازدواجيته في كل المعايير ومحاولاته لترسيخ صورة واحدة من منظور واحد يبثها الإعلام الغربي بما يتناسب مع رؤى حكوماته ويزينها كحقيقة منصفة لا جدال فيها، آن لنا كعرب ومسلمين تبادل الأدوار، تهشيم نظرتنا الدونية لأنفسنا والوعي بحقيقة هذه النظرة التي زرعها الغرب وروّج لها وسخّر لها أدواته وآلياته، آن لنا أن نحتقر هيمنة الغرب ونقدّر أنفسنا ونحاول فعلًا لا قولًا وجعجعةً باستعادة أمجادنا التي لا طريق لاستردادها إلا إذا آمنا بكونها أمجادًا سُرق بريقها.  آن لنا أن نكفر بإنسانية الغرب، وتسوّل الاهتمام منه والعودة للدين الذي هو أساس عزّنا فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام ولما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله. 

ريّان

 لقد منّ الله على ريان أن أخذه لجواره حيث لا نَصَب ولا وصب، إلى العدل المطلق، والرحمة الواسعة من ضيق البئر وحلكته لنور الله وسعته نجى ريان من البئر، ودُفنّا نحن في بئر الضيق، تبتعلنا دوامات محاسبة النفس، وسؤالها عمّا مات فينا، وما أحياه ريان، وعن الانسانية التي ندّعيها وكيف تشكّلت ومن ساهم في صنع هذا القالب وكيف طبّعناه ووافقنا عليه؟  أليست الانسانية هي الهم الذي يجمع البشرية الجمعاء، على أنهم ذوو قيمة واحدة؟ تتوحد النفس البشرية أمامها على اختلاف الأعراق والأديان والأشكال والألوان؟ إذًا ماذا عن أطفال الحروب؟ أطفال اليمن الذين يقضون سنينًا طوال وهم في مرمى القنص والقتل والتجويع والمرض؟  وماذا عن أطفال سوريا؟ الذين جرّبوا كل أنواع الموت، خوفًا وغرقًا وحرقًا وخنقًا، جوعًا وبردًا؟ لماذا لم يتداعى لهم جسد المسلمين بالسهر والحمّى كما كنا مع ريان؟  أطفال فلسطين، وأطفال المسلمين في السويد زالهند والصين؟ نُخلق مع إثم لا يمحوه عنا الغرب ولو اتبعنا ملَّتهم، إثم أننا عرب مسلمين،  نُصلب على أثره ونقتل بأبشع الطرق دون النظر لسننا ولا مقامنا ولا حالنا، وبتنا اليوم نقتل بعضنا ب...

استعادة الدهشة

هل ممكن للإنسان أن يستعيد دهشته؟  حالات الذهول والاستغراب والتعجّب؟ هل يمكن لنا ألا نتصرف بشكل طبيعي عند قيامنا بالأشياء لأول مرة؟  بعد أن صار العالم على كبره واتساعه مشاهَدًا عبر شاشة مستطيلة ضيقة، تنكب عليها رؤوسنا ضالين بغير هدى، نعبر أنهارًا ونتسلّق جبالًا ونقفز من مرتفعات خطرة، نمارس عزلتنا وتواصلنا على هذه الشاشة،  العالم كله بات مأسورًا وراء قضبان التقنية.  أريد أن أرى العالم بعيون طفل يرى الثلج لأول مرة، بتحرر من التوقعات السابقة عن كل شي، ألّا أعتاد كل ما أراه، وأتنبّه للجديد في كل المشاهد المكررة حد الملل، أظن هذا ما يسمّى بإدارة التوقعات علميًا ولو كان سيُساعد باستعادة الدهشة فلن أتردد بتعلمه وتطبيقه لاستعادة الطفل الذي كنته يومًا.